وعزل عقبة. فلما وصل كره أن ينزل بالموضع الذى اختطه عقبة، فنزل عنه بمسافة ميلين. واختط مدينة وأراد أن يكون له ذكرها ويفسد ما عمله عقبة. فسماها البربر تيكيروان «١» . فأخذ فى عمارتها.
وأمر الناس أن يخربوا القيروان ويعمروا مدينته «٢» .
وتوجه عقبة مغضبا إلى معاوية بن أبى سفيان. فقال له:«إنى فتحت البلاد، ودانت لى، وبنيت المساجد، واتخذت المنازل، وأسكنت الناس. ثم أرسلت عبد الأنصار فأساء عزلى» فاعتذر إليه معاوية وقال: «قد رددتك إلى عملك واليا» . وتراخى الأمر حتى توفى معاوية وولى يزيد ابنه. فلما علم حال عقبة غضب وقال:
«أدركها قبل أن تهلك وتفسد» . ورده واليا على إفريقية.
[ذكر ولاية عقبة بن نافع ثانية]
قال: وكانت ولايته فى سنة اثنتين وستين، «٣» فسار من الشام. فلما مر على مصر، ركب إليه مسلمة بن مخلد وسلم عليه،