للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الديباج، كل ذلك لخوفه من ظهور محمد وإبراهيم ابنى عبد الله بن حسن على ما نذكره إن شاء الله تعالى.

[ودخلت سنة خمس وأربعين ومائة.]

[ظهور محمد بن عبد الله]

فى هذه السنة: ظهر محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على ابن أبى طالب «١» بالمدينة ودعا إلى نفسه، وحبس رياح بن عثمان عامل المدينة، وأخرج محمد بن خالد القسرى من الحبس، واستعمل العمال على المدينة ومكة والطائف واليمن، وكان خروجه لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة منها، وكان بينه وبين المنصور مكاتبات سنذكرها فى أخبار محمد بن عبد الله، ولم تغن شيئا، فندب المنصور لقتاله عيسى بن موسى بن محمد بن عبد الله بن العباس، فالتقوا فقتل محمد فى يوم الإثنين بعد العصر لأربع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان منها، وقتل معه جماعة سنذكر ذلك مستوفى فى أخباره إن شاء الله.

وفيها ظهر إبراهيم بن عبد الله بن الحسن- وهو أخو محمد- بالبصرة، وبايع الناس، وكان ظهوره فى أول شهر رمضان، وقتل يوم الإثنين لخمس بقين من ذى القعدة منها. وسنذكر ذلك مستوفى فى موضعه إن شاء الله تعالى.

[ذكر وثوب السودان بالمدينة]

وفى هذه السنة: ثار السودان بالمدينة على عاملها عبد الله بن الربيع الحارثى فهرب منهم، وسبب ذلك أن المنصور لما استعمله قدم المدينة لخمس بقين من شوال، فنازع جنده التجار فى بعض ما يشترونه منهم، فشكوا ذلك