هذا هو الجزء الخامس والعشرون من نهاية الأرب في فنون الأدب لشهاب الدين النويرى، يروعنا منه منهج المؤرخ النزيه، عفة في اللفظ وحيدة في الحكم ودقة في النقل، تلاحظ عفة اللفظ بخاصة وأنت تقارن لفظه وهو يتحدث عن القرمطة بلفظ غيره من المؤرخين الذين سبقوه دون استثناء، هذا بالإضافة إلى أسلوب في العرض فريد في زمنه، وإلى تضمّنه لنقول تبيّن عقائد وآراء عبثت بها الأساطير، نقلها عن الشريف محمد بن على العلوى المعروف بأخى محسن، وهو مؤرخ ضاعت- أو بتعبير أدق- لم يصلنا من كتبه إلا شىء يسير.
وهذا الجزء أيضا ثمرة لثلاث مخطوطات محفوظة بدار الكتب المصرية برقمى ٥٤٩، ٥٥١ معارف عامة ورقم ٦٩٩ تاريخ (الخزانة التيمورية) ، ولقد رمزت للأولى بحرف ك وللثانية بحرف اوللثالثة بحرف ت. أما المخطوطة ت فلولا ما فيها من سقط في مواضع مختلفة لكانت فائدتها محققة، أما المخطوطتان ك، افقد سبق لى أن تحدثت عنهما وأنا أقدم الجزء الثانى والعشرين، ويزيدنى هذا الجزء اقتناعا بأن المخطوطة ايتميز ناسخها بالدقة والأمانة في النقل، هذه الدقة