إذا التثموا بالرّيط خلت وجوههم ... أزاهر تبدو من فتوق الكمائم
أو التأموا بالسابرية أبرزوا ... عيون الأفاعى من جلود الأراقم «٢»
نرجع الى أخبار يوسف بن تاشفين
قال: واستقامت له الأمور. وتزوج زينب بنت إبراهيم «٣» زوجة أبى بكر بن عمر، وكانت حظية عنده، وأميرة «٤» عليه.
وكذلك جميع الملثمين ينقادون لأمور نسائهم، ولا يسمون الرجل إلا بأمه فيقولون: ابن فلانة، ولا يقولون: ابن فلان.
وكانت زينب لها عزم وحزم. حكى عنها أن زرهون- ويعرف بابن خلوف- وكان له أدب «٥» ، فبلغ زينب أنه مدح حواء امرأة سير بن أبى بكر وفضّلها على سائر النساء بالجمال والكمال. فأمرت بعزله عن القضاء. فوصل إلى أغمات واستأذن عليها. فدخل البواب وأعلمها به، فقالت:«قل له: امض إلى التى مدحتها تردك إلى القضاء» . فبقى بالباب أياما حتى نفدت نفقته.