للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنى كنت قد أعطيت الله تعالى عهدا إن رأيتك أميرا لأخضبن يدى إلى المرفقين ثم أزدو «١» بالدّف بين يديك. ثم أبدى عن دفّه وتغنّى [بشعر ذى جدن الحميرىّ «٢» ] :

ما بال أهلك يا رباب ... خزرا كأنهم غضاب

فطرب أبان حتى كاد يطير، ثم جعل يقول: حسبك يا طاوس! - ولم يقل له طويس لنبله في عينه- ثم قال له: اجلس، فجلس. فقال له أبان: قد زعموا أنك كافر. فقال له: جعلت فداءك! والله إنى لأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله [صلّى الله عليه وسلّم] وأصلّى الخمس وأصوم رمضان وأحجّ البيت. قال:

أفأنت أكبر أم عمرو بن عثمان؟ - وكان عمرو أخا أبان لأبيه وأمه- فقال طويس: جعلت فداءك! أنا والله مع جلائل نساء قومى أمسك بذيولهن يوم زفّت أمّك المباركة إلى «٣» أبيك الطيب. فاستحيا أبان ورمى بطرفه الى الأرض.

ذكر أخبار عبد الله «٤» بن سريج

هو أبو يحيى عبد الله بن سريج، مولى بنى نوفل بن عبد مناف. وقال ابن الكلبى:

إنه مولى لبنى الحارث بن عبد المطلب. وقيل: إنه مولى لبنى ليث، ومنزله بمكة.

وقال الحسن بن عتبة اللهبىّ: إنه مولى لبنى عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم.

وحكى أبو الفرج الأصبهانىّ أنه كان آدم أحمر ظاهر الدّم سناطا «٥» ، فى عينيه قبل «٦» ، وبلغ خمسا وثمانين سنة، وكان منقطعا إلى عبد الله بن جعفر.