وفى هذه السنة خالف حزم بن وهب بناحية باجة ووافقه غيره، وقصدوا لشبونة «١» . فلما بلغ الحكم الخبر، سار إليه الحكم فى جمع كبير، فنازله وقطع الأشجار وضيّق عليهم حتى أذعنوا إلى طلب الأمان، فأمّنه وأخذ رهائنه على المصالحة والطاعة، وعاد عنه الحكم إلى قرطبة.
ذكر عودة أهل ماردة الى العصيان وغزو الحكم بلاد الفرنج
قال «٢» : ثم عاد أهل ماردة إلى العصيان والخلاف على الحكم فى سنة أربع وتسعين، فسار الحكم بنفسه إليهم وقابلهم. ولم تزل سراياه وجيوشه تتردد وتقاتلهم إلى سنة ستّ وتسعين ومائة، فطمع الفرنج فى ثغور المسلمين وقصدوها بالغارات والقتل والنّهب والسّبى.
وقد شغل الحكم بأهل ماردة عنهم حتى أتاه الخبر بشدّة الأمر على أهل/ الثغور وما نال العدوّ منهم، وسمع أن امرأة مسلمة أخذت أسيرة فقالت:
واغوثاه يا حكم فعظم عليه الأمر وجمع العساكر واستعد وحشد، وسار إلى بلاد الفرنج فى سنة ست وتسعين ومائة فأثخن «٣» فى بلادهم،