للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به حتى لبس السواد، ورأيت من جهله أشياء أستحيي أن أذكرها.

ثم أعطته السعادة ما كان في الغيب، فجاء من أعرق الملوك بتدبير الممالك، وسياسة الرعايا، وكان وصوله إلى أخيه في سنة عشرين وثلاثمائة.

[ذكر مقتل مرداويج]

كان مقتله في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وسبب ذلك أنه كان كثير الإساءة إلى الأتراك، وكان يقول: إن روح سليمان بن داود حلت فيه، وإن الأتراك هم المردة والشياطين، فإن أقهرهم «١» ، وإلا أفسدوا، فثقلت وطأته عليهم، فلما كان في ليلة الميلاد من هذه السنة، أمر بأن يجمع الحطب من الجبال والنواحى، وأن يجعل على جانبى الوادي المعروف بزندره «٢» ، ويعمل مثله على الجبل المعروف «بكر ثم كوه» ، المشرف على أصفهان من أسفله إلى أعلاه بحيث إذا اشتعلت النيران يصير الجبل كله نارا، وعمل مثل ذلك بجميع الجبال والتلال التى هناك، وجمع النفط، ومن يلعب به، وجمع له أكثر من ألفى غراب وحدأة ليجعل في أرجلها النفط، وترسل لتطير في الهواء، وأمر بعمل سماط. عظيم كان فيه مائة فرس، ومائتا رأس من البقر مشوية صحاحا، وثلاثة آلاف رأس من الغنم شواء، غير