للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة ثمان وثلاثين [وأربعمائة] ، ودخل ابن أبى الفتوح، فبنى له فى حصن علب قصرا بالجص والآجر، وكاتب له المنصور عبسا، فأقبل من رؤسائهم مائة فارس، فدخلوا فى طاعة الإمام، وبايعوه، والتحق به أيضا الأمير جعفر بن القاسم، فجعله أمير الأمراء بينهما، ولم يتم.

وتمالأ جعفر وابن أبى حاشد على حرب الإمام، وخرجا من صنعاء فأمر الإمام بخراب دور بنى الحارث،/ (١٠٣) وبنى مروان، فغضب ابن أبى الفتوح وابن أبى حاشد لذلك، ودخلا صنعاء، ورفعا أيدى ولاة الإمام، وقطعا اسمه من الخطبة، فخرج هاربا، ثم رجع إلى بلد عنس، ووصل إليه جعفر، وأقاموا بصنعاء، ثم مات السلطان يحيى بن أبى حاشد فى أول سنة أربعين وأربعمائة، فأغلقت أبواب صنعاء ولم يبايع الناس ثلاثة أيام، وأقام الناس ابنه أبا حاشد، وحلفت له همدان.

ذكر أخبار دولة على بن محمد الصّليحىّ

وفى ليلة الاثنين ثالث جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة [١] ظهر على بن محمد الصليحى/ واستولى على اليمن فى أقرب مدة داعيا إلى الدولة العبيدية، وكان من خبر قيامه وابتداء أمره أنه لما مات المنصور الحسن ابن زادان صاحب مسور الذى قدمنا ذكره- وهو أحد الداعيين لبنى عبيد [الله] فى سنة اثنتين وثلاثمائة- كما ذكرنا- استخلف على أهل دعوته رجلا من بنى شاور يقال له «عبد الله بن عباس» [٢] وابنه حسين بن المنصور، وأمرهما بالمحافظة على دينهما، وألا يقطعا دعوة بنى عبيد الله، وأمرهما بمكاتبة المهدى، فإذا ورد أمره بولاية أحدهما سمع الآخر له وأطاع، وكان المهدى يعرف عبد الله بن عباس [٢] فكتب إليه ابن عياس [٢] يعرفه وفاة المنصور،


[١] ما أورده النويرى هنا فى تاريخ ظهور على بن محمد الصليحى يتفق مع ما رجحه المقتطف ص ٦٤، وهو يختلف عما جاء فى بلوغ المرام ص ٢٤، وتاريخ اليمن ص ١٦٢.
[٢] فى «أ» ص ١٠٣ (عياش) وفى «ك» (عباس) وفى المقتطف ص ٦١ «عبد الله الشاورى» وفى بلوغ المرام ص ٢٤، وتاريخ اليمن ص ١٦١ «عبد الشاورى» .