للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكقول آخر:

وكم سائل بالغيب عنك أجبته ... هناك الأيادى الشّفع والسّودد الوتر

عطاء ولا منّ وحكم ولا هوى ... وحلم ولا عجز وعزّ ولا كبر

وقول ابن حيّوس «١» :

يقينك والتقوى وجودك والغنى ... ولفظك والمعنى وسيفك والنصر

والتناسب: هو ترتيب المعانى المتآخية التى تتلاءم ولا تتنافر، كقول النابغة:

والرفق «٢» يمن والأناة سعادة ... فاستأن فى رزق تنال نجاحا

واليأس عمّا فات يعقب راحة ... ولرب مطمعة تعود ذباحا

ويسمّى التشابه أيضا، وقيل: التشابه أن تكون الألفاظ غير متباينة بل متقاربة فى الجزالة والرّقة والسّلاسة، وتكون المعانى مناسبة لألفاظها من غير أن يكسو «٣» اللفظ الشريف المعنى السخيف، أو على الضدّ، بل يصاغان معا صياغة تناسب وتلائم.

[فصل فى الفقر المسجوعة ومقاديرها]

قال: قصر الفقرات يدلّ على قوّة التمكّن وإحكام الصناعة، وأقلّ ما تكون كلمتان، كقوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ

وأمثال ذلك فى الكتاب العزيز كثيرة، لكن الزائد على ذلك هو الأكثر، وكان بديع الزمان يكثر من