للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد تقدّم ذكر حرب الفجار فى وقائع العرب، وذلك فى الباب الخامس من القسم الرابع من الفن الخامس من كتابنا هذا؛ وهو فى السفر الثالث عشر من هذه النسخة والله الموفّق للصّواب وإليه المرجع.

[ذكر حضور رسول الله صلى الله عليه وسلم حلف الفضول]

قال محمّد بن عمر بن واقد [بسند] يرفعه إلى حكيم بن حزام: كان حلف الفضول منصرف قريش من حرب الفجار، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يومئذ ابن عشرين سنة، وكان الفجار فى شوّال، وهذا الحلف فى ذى القعدة «١» ، وكان أشرف حلف كان قطّ، وأوّل من دعا إليه الزّبير بن عبد المطّلب، فاجتمعت بنو هاشم وزهرة، وبنو أسد بن عبد العزّى وبنو تيم فى دار عبد الله بن جدعان، فصنع لهم طعاما، فتعاقدوا وتعاهدوا بالله ليكوننّ مع المظلوم حتّى يؤدّى إليه حقّه «ما بلّ بحر صوفة» ، فسّمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول.

وقال ابن هشام «٢» : تعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها، وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلّا قاموا معه؛ وكانوا على من ظلمه حتى تردّ عليه مظلمته.

وعن جبير بن مطعم، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما أحبّ أنّ لى بحلف حضرته فى دار ابن جدعان حمر النّعم وأنّى أغدر به «٣» ؛ هاشم وزهرة وتيم تحالفوا أن يكونوا مع المظلوم «ما بلّ بحر صوفة» ، ولو دعيت به لأجبت «٤» ، وهو حلف الفضول.