[ذكر مصادرة الصاحب صفى الدين بن شكر ونفيه من الديار المصرية]
كان سبب ذلك أن السلطان الملك العادل، لما قدم من الشام، ظن الصاحب صفى الدين أنه يعيده إلى الوزارة. فصار يركب فى المواكب، ويستعرض للقاء السلطان. ثم فتح بابه وصار الناس يدخلون إليه، والأعز وغيره يذكرون ذلك للملك الكامل. فاتفق أن الملك الكامل مرّ بدار الصاحب فوجد الخيل على بابه، فقال لمن معه من الأمراء: ما هذا إلا أحمق! يفتح بابه ويأمر الناس أن يدخلوا إليه ويمد السّماط، والسلطان غير راض عنه. فبلغ العادل ما قاله الكامل. فقال فى مجلسه: ما يكفى ابن شكر أنه أخذ مالى، حتى أطّرح جانبى بفتح بابه.
فاتصل ذلك بالصاحب، فركب إلى القلعة، وأراد الاجتماع بالملك الكامل- وكان الملك الكامل على الشراب. فسير إليه، وقال ما حاجتك؟
فإن لنا الآن شغلا! فقال: القصد أن يستخدمنى السلطان، أو يتركنى أخرج من بلاده. وسأل أن يكون الكامل سفيره عند أبيه الملك العادل. فعزّ كلامه عليه، وقال للرسول قل له: هذا ما لا أدخل فيه.
فعاد خجلا، ومضى إلى دار والدة الملك المعز مجير الدّين يعقوب، بن السلطان الملك العادل، وتعلق بذيل ستر الباب. ووافق أن العادل كان عندها فى ذلك الوقت. فعظم ذلك عليه. لكونه قصد زوجته، وأراد قتله، ثم سكن، وأرسل إلى الملك الكامل يقول: إن ابن شكر أخذ منى وأنا على سنجار ستمائة ألف دينار، فطالبه بها.