وحكى أبو عمر بن عبد البر فى ترجمة خنساء بنت عمرو بن الشّريد السّلمية الشاعرة- واسمها تماضر بنت عمرو بن الشّريد بن رباح بن ثعلبة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم- أنها قدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع قومها من بنى سليم فأسلمت معهم. قال: فذكروا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يستنشدها، ويعجبه شعرها، فكانت تنشده، وهو يقول:
«هيه «١» يا خناس» ويومئ «٢» بيده. وشهدت الخنساء القادسيّة مع بنيها الأربعة.
وسنذكر إن شاء الله خبرها معهم يوم القادسية، ووصيتها لهم فى الحرب فى خلافة عمر بن الخطاب، عند ذكرنا لفتح القادسية.
ذكر وفد دوس «٣»
قالوا: لمّا أسلم الطّفيل بن عمرو الدّوسىّ- كما تقدم- دعا قومه فأسلموا، وقدم معه منهم المدينة سبعون أو ثمانون أهل بيت. وفيهم أبو هريرة وعبد الله ابن أزيهر الدّوسىّ، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم بخيبر، فساروا إليه فلقوه هناك، فيقال: إنه قسم لهم من غنائم خيبر، ثم قدموا معه المدينة. فقال الطّفيل ابن عمرو: يا رسول الله! لا تفرّق بينى وبين قومى، فأنزلهم حرّة «٤» الدّجاج، فقال أبو هريرة حين خرج من دار قومه: