وفى هذا الوقت ورد الخبر من الصّعيد الأعلى أن عبيد الله «١» أخا الشريف مسلم أوغل فى الصّعيد واستخرج الأموال، وقتل ألفا من المغاربة.
وفى هذه السنة، فى المحرّم منها، انبسطت المغاربة فى نواحى القرافة، ونزلوا فى الدّيور، وأخرجوا النّاس من أماكنهم، وشرعوا فى السّكن فى المدينة، وكان المعزّ أمرهم أن يسكنوا أطراف المدينة، فاستغاث النّاس إلى المعزّ فأمر أن يسكنوا نواحى عين شمس، وركب بنفسه وشاهد المكان، وأخبرهم بالبناء فيه، وهو الموضع المعروف الآن بالخندق «٢» ، وجعل لهم واليا وقاضيا، ثم سكن أكثرهم بالمدينة مخالطين للناس.
[ذكر فتوح طرابلس الشام]
كان فتوحها فى سلخ شهر ربيع الآخر سنة أربع وستّين وثلاثمائة، على يد ريّان الخادم غلام المعز، وهرب ابن الزّيّات بعد أن كان نصب عليها الصّلبان وجعلها للرّوم.
وفى جمادى الأولى منها سار نصير الخادم غلام المعزّ فى عسكر كثير، ودخل إلى بيروت، وتواقع مع الرّوم على طرابلس وهزمهم، وكانت الوقعة فى نصف شعبان.