للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمارتها [٤٥] والأوقاف عليها فى سلطنته، وخلع ومات قبل فتحها؛ فأغلقت مدة ثم أمر السلطان الملك الناصر بفتحها ففتحت، ورتب فيها جماعة من الصوفية وغيرهم بالخانقاه والرباط، وأما القبة التى بها المدفن فإنها مغلقة على ما هى عليه لم تفتح إلى أواخر سنة خمس وعشرين وسبعمائة ولم تستقر جملة الأوقاف على هذا المكان؛ فإن منها ما حلّ ورجع إلى بيت المال، واستقر بعضها فصرف لمن استقر بها من الصوفية وغيرهم.

[ذكر وفاة الأمير سيف الدين بيبغا المعروف]

بالتركمانى وأنشأ تربته وما وقف عليها وفى هذه السنة فى العشر الأخير من شعبان توفى الأمير سيف الدين بيبغا الناصرى المعروف بالتركمانى أحد أمراء العشرات بالديار المصرية، وهو من أكابر أخصّاء المماليك السلطانية وأحد من أخرج فى هذه السنة إلى الشام وأعيد، وكان متمكنا عند السلطان خصّيصا بخدمته، لا يتقدم عليه غيره فى وقته، وكان السلطان قد ملّكة جملة من أملاكه بالقاهرة من ذلك [١] تربيعة الجمالون بخط الشرابشين وأجرتها فى كل شهر ألف درهم ومائة درهم واشتريت هذه التربيعة للسلطان بمائتى ألف درهم وأربعين ألف درهم، وحمامى [٢] ابن سويد، وقيسارية أخرى وغير ذلك وأنعم عليه بجملة كثيرة من الأموال، والحوايص الذهب والجواهر مما لا يدخل تحت الإحصاء. ولما مات كنت يومئذ فى خدمة السلطان فأمرنى والأمير عزّ الدين الحاج أزدمر رأس نوبة الجمدارية بإيقاع الحوطة على موجوده ففعلت وحرّرت ذلك وعرضت الأوراق على مولانا السلطان وحملت من موجوده وذخائره إلى السلطان ما أمر [٣] بحمله ثم أمر لى ببقيّة بيع الموجود أو أن أعمر به تربة


[١] فى ك «بتربيعة» والمثبت من ص. وهذه التربيعة كانت تعرف بسوق الجمالون، ومكانها حاليا حارة الجمالون المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمى، بجوار جامع الغورى (النجوم الزاهرة ٨: ٢٠٩ هامش) .
[٢] حماما ابن سويد: ذكر المقريزى فى خططه (٣: ١٣٤) «أنهما يقعان بآخر سويقة أمير الجيوش، وقد عرفتا بالأمير عز الدين معالى بن سويد، وقد خربت إحداهما، ويقال إنها غارت فى الأرض وهلك جماعة فيها، وبقيت الأخرى.
[٣] فى ك «ما أثر بحمله» والمثبت من ص وف.