للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر ملك أتسز بيت المقدس «١» والرملة ودمشق

وفي سنة ثلاث وستين وأربعمائة قصد [أتسز بن أوق] «٢» الخوارزمى، وهو من أمراء السلطان ملكشاه، فجمع الأتراك، وسار إلى فلسطين، ففتح الرملة، وسار منها إلى بيت المقدس «٣» ، وحصره، وفيه عساكر المصريين، ففتحه، وملك ما يجاورهما «٤» من البلاد ما عدا عسقلان، وقصد دمشق، فحصرها، وتابع النهب لأعمالها حتى خرّبها، وقطع الميرة عنها، ولم يقدر عليها، ثم فتحها في سنة ثمان وستين وأربعمائة في سلطنة ملكشاه في خلافة المقتدى، وذلك أنه جعل يغير عليها في كل سنة، ويقصد أعمالها عند إدراك المغل «٥» ، فيقوى هو وعسكره، ويضعف أهل دمشق وجندها، ثم حصر دمشق في شهر رمضان سنة سبع وستين، وأميرها يوم ذاك المعلّى بن حيدره من قبل المستنصر صاحب مصر، فعجز عن فتحها، فانصرف عنها في شوال، واتفق أن أميرها المعلى أساء المسيرة مع الجند والرعية، فثار به العسكر، فهرب إلى «بانياس» ، ثم منها إلى «صور» ، ثم سار إلى مصر، فحبس بها حتى مات، ولما هرب من دمشق اجتمعت