للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومنهم أخوه معقل بن عيسى.]

كان فارسا شاعرا جوادا مغنّيا فهما بالنّغم والوتر، ذكره الجاحظ مع ذكر أخيه أبى دلف. وهو القائل لمخارق- وقد كان زار أبا دلف بالجبل ثم رجع الى العراق، وله في ذلك غناء-:

لعمرى لئن قرّت بقربك أعين ... لقد سخنت بالبعد عنك عيون

فسر أو أقم، وقف عليك مودّتى ... مكانك من قلبى عليك مصون

فما أوحش الدنيا إذا كنت نازحا ... وما أحسن الدنيا بحيث تكون

[ومنهم عبد الله بن طاهر بن الحسين وابنه عبيد الله.]

فأمّا عبد الله

فكان محلّه من علوّ المنزلة وعظم القدر والتمكّن عند الخلفاء ما هو مشهور مذكور فى أخبارهم. وتقلّد الولايات الكبيرة مثل مصر والجزيرة وما يلى ذلك، ثم نقل إلى خراسان. وله عطايا وهبات وصلات لا ينكرها أحد. ومحلّه من الشجاعة والإقدام معروف. وكان يعتنى بالغناء ويصنعه، إلا أنه كان يترفّع عن ذكره والاعتراف به ونسبته إليه.

قال أبو الفرج: والأصوات التى غنّى فيها عبد الله بن طاهر كثيرة. وكان ابنه عبيد الله إذا ذكر شيئا منها من صنعته قال: الغناء للدار الكبيرة، وإذا ذكر شيئا من صنعة نفسه قال: الغناء للدار الصغيرة. فمن الأصوات التى صنع فيها عبد الله بن طاهر قوله:

هلّا سقيتم بنى حزم «١» أسيركم ... نفسى فداؤك من ذى غلّة صادى

الطاعن الطّعنة النجلاء يتبعها ... مضرّج بعد ما جادت بإزباد

قال: فقد جاء به عبد الله صحيح العمل مزدوج النغم [بين «٢» ] لين وشدّة على رسم