للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووجدوا طائفة كثيرة من حجّاج الفرنج فقتلوهم عن اخرهم. وكان جملة ما أنفق فى هذا الأسطول ثلاثمائة ألف «١» دينار.

وفى سنة ستّ وأربعين قطعت جميع الكساوى المرتّبة للأمراء والدّواوين عن أربابها، وتوفّرت.

ذكر مقتل العادل بن السّلار وسلطنة ربيبه عبّاس

كان مقتله فى السّادس من المحرّم سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.

وكان سبب ذلك أن العادة كانت جارية بتجريد عسكر من مصر فى كلّ سنة لحفظ عسقلان من الفرنج، وكان الفرنج قد حاصروها فى سنة سبع وأربعين. فلمّا كان فى هذه السنة وقعت القرعة فى البدل على عبّاس ربيب العادل، وهو ابن يحيى بن تميم بن المعز بن باديس، فجرّده العادل بالعساكر، وقال له: هذا الثّغر قد نازله الفرنج، ولا غنية أن تتوجّه بالعساكر إليه لتدفعهم عنه. فخرج عباس من القاهرة ومعه جماعة من أكابر الأمراء، منهم أسامة بن منقذ، وكان خصيصا بعبّاس فلمّا وصلوا إلى بلبيس تذاكر عبّاس وأسامة القاهرة وطيب المقام بها وما خرجا إليه، وما يلقيانه من الشّدائد ولقاء العدوّ؛ فتأوّه عبّاس لذلك ولام عمّه كونه جرّده، فقال له أسامة: لو أردت أنت كنت سلطان مصر.

قال: وكيف الحيلة فى ذلك؟ فقال: هذا ولدك نصر «٢» ، بينه وبين الظّافر مودّة عظيمة، فأرسله إليه وخاطبه على لسانه أن تكون أنت