للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

استعاد السلطان ترمذ من خاقان تكين «١» وكان قد غلب عليها لما مات ألب أرسلان، فلما استقامت الأمور لملكشاه حصرها، واستعادها، وأخذ منها «٢» أخ الخاقان، فأكرمه، وأطلقه، وقصد سمرقند، ففارقها صاحبها، فأرسل يطلب المصالحة، واعتذر من تعرضه إلى ترمذ، فوقع الصلح بينهما، وعاد السلطان، وأقطعه بلخ، وطخارستان لأخيه شهاب الدين تكش.

[ذكر استيلاء تكش على بعض خراسان]

وفي شعبان سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة سار ملكشاه إلى الرى، وعرض العسكر، وأسقط منهم سبعة آلاف رجل، فقال له الوزير نظام الملك: هؤلاء الجند لم يكن منهم كاتب، ولا تاجر، ولا خياط وليس لهم صنعة غير الجندية، ولا نأمن أن يقدموا منهم رجلا، ويقولوا هذا السلطان، فيكون لنا منهم شغل، ويخرج عن أيدينا أضعاف ما لهم من الجارى إلى أن تظفر بهم، فلم يقبل السلطان نصحه، وقطعهم، فمضوا إلى أخيه تكش، فقوى بهم، وأظهر العصيان على أخيه، واستولى على مرو الروذ، ومرو الشاهجان، وترمذ، وغيرها، وسار إلى نيسابور طمعا في ملك خراسان، فسبقه السلطان إليها، فعاد تكش، وتحصن بترمذ، وأسر جماعة من أصحاب السلطان، فقصده السلطان، فأطلقهم، واستقر الصلح بينهما، ونزل تكش