للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى سنة ثلاثمائة ندب تكين عسكرا وجعل مقدمه أبا النمر «١» أحمد بن صالح، فمضى إلى برقة والتقى مع عسكر حباسة قائد المهدى، وأبلى بلاء حسنا، ثم صرفه تكين وولى حر المنصورى فمضى إلى برقة فوجد أبا النمر موافقا لحباسة، فلمّا علم أبو النمر بعزله تخاذل حنقا «٢» على تكين، فاغتنم حباسة الفرصة وحاربهما، فكسرهما، وعادا إلى مصر.

ذكر استيلاء حباسة على الإسكندريّة

[١٥] وفى المحرم سنة اثنتين وثلاثمائة سار حباسة قائد المهدى من برقة ودخل الإسكندرية وملكها، فوصل من بغداد أحمد بن كيغلغ، وأبو قابوس محمود بن حمد، والقاسم بن سيما، فى جمع من القواد والعساكر، وكان وصولهم فى العشرين من صفر، فخرج بهم تكين إلى الجيزة فى يوم الاثنين لسبع خلون من جمادى الأولى فعسكر بها، وسار حباسة من الإسكندرية بعسكر مستوفى، ونودى فى فسطاط مصر بالنّفير فى العشرين من الشهر، فخرج الناس إلى الجيزة، ولم يتخلف أحد من الخاصّة والعامّة، وتقدم حباسة فى جيوشه والتقى الفريقان وكثرت القتلى بينهم، فقتل أكثر رجال حباسة، وانهزم بمن بقى معه.

ثم قدم مؤنس الخادم من العراق فى منتصف شهر رمضان من السّنة، ومعه جمع من الأمراء، وأمر أحمد بن كيغلغ بالمسير إلى الشام، وصرف