قال أبو عبيدة: خرج بنو ثعلبة بن يربوع فمرّوا بناس من طوائف بكر بن وائل بالجبابات، خرجوا سفّارا، فنزلوا وسرّحوا إبلهم ترعى، وفيها نفر منهم يرعونها، منهم:
سوادة بن يزيد بن بجير العجلىّ، ورجل من بنى شيبان، وكان محموما، فمرّت بنو ثعلبة بن يربوع بالإبل فاطّردوها وأخذوا الرجلين من بنى شيبان، فسألوهما: من معكما؟ قالا: معنا شيخ من يزيد بن بجير العجلىّ فى عصابة من بكر بن وائل خرجوا سفّارا يريدون البحرين، فقال الربيع ودعموص ابنا عتيبة بن الحارث بن شهاب:
أنذهب بهذين الرجلين وهذه الإبل ولم يعلموا من أخذها، ارجعوا بنا حتى يعلموا من أخذ إبلهم وصاحبيهم لنعنيهم بذلك، فقال عميرة لهما: ما وراءكما إلا شيخ ابن يزيد قد أخذتما أخاه وأطردتما إبله، دعاه، فأبيا ورجعا إليه وأخبراهم وتسمّيا لهم، فركب شيخ ابن يزيد فاتّبعهما وقد ولّيا، فلحق دعموصا فأسره، ومضى ربيع حتى أتى عميرة فأخبره أن أخاه قد قتل، فرجع على فرس له يقال لها الخنساء حتى لحق القوم، فافتكّ منهم دعموصا على أن يردّ عليهم أخاهم وإبلهم، فردّها إليهم، فكفر بنو عتيبة ولم يشكروا عميرة، فقال عميرة فى ذلك:
ألم تر دعموصا يصدّ بوجهه ... إذا ما رآنى مقبلا لم يسلّم
ألم تعلما يا ابنى عتيبة مقدمى ... على ساقط بين الأسنّة مسلم
فعارضت فيه القوم حتى انتزعته ... جهارا ولم أنظر له بالتّلوّم
يوم الشّعب
غزا قيس بن شرقاء التغلبىّ، فأغار على بنى يربوع بالشّعب، فاقتتلوا، فانهزمت بنو يربوع، فأسر سحيم بن وثيل الرّياحىّ، فقال سحيم فى ذلك: