رتب شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويرىّ كتابه «نهاية الأرب» على خمسة فنون: الفنّ الأوّل فى السماء والآثار العلوية، والأرض والمعالم السفلية.
والثانى فى الإنسان وما يتعلق به. والثالث فى الحيوان. والرابع فى النبات.
والخامس فى التاريخ.
وقد أنجز القسم الأدبى بالدار فيما مضى طبع خمسة عشر جزءا؛ تشتمل على الفنون الأربعة الأولى، وقسم من فنّ التاريخ؛ يبدأ بخلق آدم؛ ثم تاريخ الرسل من بعده، وأخبار الأمم والملوك فى مختلف الأصقاع، إلى وقت ظهور الإسلام.
واليوم تقدّم الدار إلى قراء العربية ثلاثة أجزاء، من السادس عشر إلى الثامن عشر؛ وقد حرصت على أن تخرج هذه الأجزاء الثلاثة معا، لأنها تنتظم موضوعا واحدا من فنّ التاريخ، هو تاريخ السيرة النبوية العطرة.
وقد بسط المؤلف القول فى سيرته صلوات الله عليه؛ مبتدئا بذكر نسبه ونسب آبائه، ثم تاريخه من يوم مولده إلى وفاته؛ متناولا جميع الأحداث التى لابست حياته، والمشاهد التى اقترنت بجهاده، وأخباره مع الوفود، وكتبه إلى الملوك؛ مع ذكر شمائله ومعجزاته؛ جامعا مستوعبا، فى تفصيل محكم، وتبويب متناسق.
معتمدا فى ذلك على النقل من كتب السير والمغازى، وتواريخ الصحابة؛