للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملجمة. وأصبح يوم الاثنين بمنزلته حتى عاد من كان قد ساق خلف العدو، واستبرىء أمر العدو، ثم عادت العساكر، وكان العود عليهم أشق.

ولما صار السلطان بالبر الشامى بلغه أن التتار الذين كانوا نازلوا البيرة ومقدمهم درباى قد هربوا وتركوا أزوادهم والمجانيق التى معهم؛ ورموا النار فى بعض ذلك، ونزل أهل البيرة وحملوا من ذلك شيئا كثيرا. فنزل السلطان على جبل مشرف قرب البيرة من الجانب الشامى، وتوجه إليها على الجسر الذى مده العدو وهو جسر كبير تحته المراكب والصوارى والسلاسل، ومعه جماعة من الأمراء، وأنعم على النائب بها بألف دينار، و [الأمير سيف الدين] الصروى «١» المجرد بها بألف دينار، وعم من بها بالتشاريف، وأنعم على أهل الثغر بمائة ألف درهم، وجرد بها جماعة زيادة على من بها، وعاد إلى مخيمه، وسار إلى دمشق فدخلها فى ثالث جمادى الآخرة والأسرى بين يديه.

ذكر فتوح كينوك «٢»

كان قد كثر فساد أهل كينوك وتعديهم على التجار والقصاد، وكتب إلى صاحب سيس فى ذلك فلم تفد فيه المكاتبة، فجرد الأمير حسام الدين العين تأبى مقدم العسكر الحلبى إلى كينوك، فوصل إليها فى ثالث المحرم، فأخذوا الحوش البرانى، ودخل الأرمن إلى القلعة، فقاتلهم المسلمون وملكوها وقتلوا الرجال وسبوا الحريم، وأغار العسكر على أطراف طرسوس ونهبوا وسبوا.