قال: ولمّا وصل الملك الأفضل إلى بلبيس خرج فخر الدّين إياز جهاركس وزين الدين قراجا على أنهما يلتقيانه، فتوجها إلى الملك العادل. ثم خرج فى يوم وصوله الأمير شمس الدّين «١» سراسنقر بمماليكه وجماعة من أصحابه والتحق بالملك العادل، وسار إليه، إلى ماردين.
ذكر مسير الملك الأفضل إلى الشام وحصار دمشق وعوده عنها وخروجه عن الديار المصريّة
قال: ولما استقرّ الأفضل فى تدبير الدّولة بالدّيار المصريّة، ولم يبق للملك المنصور معه إلا الشّركة فى الخطبة، حمله أصحابه على قصد دمشق وحصرها، وقالوا: هى لك بوصيّة أبيك الملك النّاصر فعزم على المسير اليها، وأمر العساكر بالاستعداد لذلك. وبرز إلى المخيّم ببركة الجبّ، هو وابن أخيه الملك المنصور، فى يوم السّبت العشرين من جمادى الأولى من السّنة واستحثّ العسكر على الخروج.
ووصل إليه فى يوم الأربعاء، السّادس من جمادى الآخرة، رسول من أخيه الملك الظّاهر صاحب حلب وهو يلومه على إنفاذ الرّسل بالطّاعة للعادل، ويقول: إن أكثر الناس كانوا منصرفين عنه فانصرفوا إليه، وحثّه على سرعة قصد دمشق؛ ويقول: اغتنم الفرصة ما دام العادل فى حصار ماردين؛ ووعده بالوصول إليه فأكّد ذلك ما عنده، وأقام ببركة الجبّ وهو يحثّ العسكر على سرعة الحركة، إلى ثانى شهر رجب، فرحل عنها.