فى هذه السنة، عزم السلطان الملك الصالح نجم الدين على التوجه إلى الشام، فبلغه أن العساكر مختلفة، والبلاد مختلّة، فأقام.
وفيها كانت وقعة عظيمة بين عسكر حلب والخوارزمية. وكان الملك المظفّر شهاب الدين غازى- صاحب ميّافارقين «١» - مع الخوارزميّة، وكانوا قد حلفوا له وحلف لهم. وأخربوا بلاد الموصل وماردين، فاضطر صاحب ماردين إلى موافقتهم. وجمع غازى الخانات الخوارزمية، وأشار عليهم بقصد بلاد الموصل فقالوا: لا بد من لقاء العسكر الحلبى، فألجأته الضرورة إلى موافقتهم.
وركبوا فى ثامن عشرين المحرم، من جبل ماردين إلى الخابور «٢» ، وساقوا إلى المجدل «٣» . ووقف الخانات ميمنة وميسرة، ووقف الملك المظفر غازى فى القلب، والتقوا. فصدمهم العسكر الحلبى صدمة رجل واحد.
فانهزموا لا يلوون على شىء، ومعهم الحلبيون يقتلون ويأسرون.
وأخذوا أثقال غازى وأغنام التركمان، وخيلهم ونساءهم، وكانوا خلقا