للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحجّ بالناس فى هذه السّنة عبيد الله بن عباس من قبل علىّ، وقيل:

قثم بن العباس، وقيل: إن معاوية بعث يزيد بن شجرة الرّهاوىّ ليحجّ [بالناس فاختلف هو وعبيد الله بن عباس، ثم اتفقا على أن يحج] [١] بالناس شيبة بن عثمان فحّج. والله أعلم.

وفيها توجّه الحارث بن مرّة العبدى إلى بلاد السّند غازيا متطوعا بأمر علىّ رضى الله عنه فغنم وأصاب سبيا كثيرا، وقسم فى يوم واحد ألف رأس وبقى غازيا إلى أن قتل بأرض القيقان هو ومن معه [إلا قليلا] [٢] فى سنة اثنتين وأربعين.

[سنة اربعين]

فى هذه السّنة بعث معاوية بسر بن أرطاة إلى الحجاز واليمن، ففعل من الأفعال القبيحة وسفك من الدماء المحرمة ما نذكره فى أخبار معاوية.

وفيها جرت مهادنة بين علىّ ومعاوية بعد مكاتبات طويلة على وضع الحرب، ويكون لعلى العراق ولمعاوية الشام لا يدخل أحدهما بلد الآخر بغارة، واتفقا على ذلك.

وفيها فارق عبد الله بن عباس البصرة ولحق بمكة فى قول أكثر أهل التاريخ، وسبب ذلك أنه مر بأبى الأسود فقال له: «لو كنت من البهائم لكنت جملا، ولو كنت راعيا لما بلغت المرعى» .

فكتب أبو الأسود إلى علىّ رضى الله عنه: « ... إن ابن عمك قد أكل


[١] ثبتت هذه العبارة فى النسخة (ن) وبها يظهر وجه الكلام، وسقط من النسخة (ك) .
[٢] الزيادة من ابن الأثير فى الكامل ج ٣ ص ١٩١.