وأما عدله وأمانته وعفّته وصدق لهجته صلّى الله عليه وسلّم
فكان صلّى الله عليه وسلّم أعدل الناس، وآمن الناس، وأعفّ الناس، وأصدق الناس لهجة منذ كان، وكان يسمى قبل نبوّته الأمين، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم:
«والله إنى لأمين فى السماء أمين فى الأرض» وقد صدّقه عداه فى مواطن كثيرة تقدّم ذكرها، وقد قدّمنا قوله صلّى الله عليه وسلّم للرجل:«ويحك إن لم أعدل فمن يعدل خبت وخسرت إن لم أعدل» . وقال ابن خالويه: جزّأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهاره ثلاثة أجزاء: جزءا لله، وجزءا لأهله، وجزءا لنفسه، ثم جزّأ جزأه بينه وبين الناس، فكان يستعين بالخاصة على العامّة، ويقول:«أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغى فإنه من أبلغ حاجة من لا يستطيع أمّنه الله يوم الفزع الأكبر» . وعن الحسن قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «لا يأخذ أحدا بقرف «٣» أحد ولا يصدّق أحدا على أحد» صلّى الله عليه وسلّم، ولم تمس يده امرأة قطّ لا يملك رقّها أو نكاحها أو تكون ذات محرم» .