للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا خادم، اضرب رأسها. وقال لأخرى: ما تقولين؟ فقالت: أقيم على ولدى. فقال: يا خبيثة، كلّ هذا زهادة فىّ، اضرب رأسها.

وقال لثالثة: ما تقولين؟ قالت: لا أدرى ما أقول، إن قلت ما قالت إحداهما لم آمن عقوبتك. فقال: يا لخناء وتناقضين وتحتجّين، اضرب رأسها.

وكان قصيرا، فكان يحضر الثوب الطويل ليفصّله ليلبسه، فإن قال له الخياط: إنه يفضل منه ضرب رأسه، وإن قال: لا يكفى إلّا بعد التصرّف فى التفصيل سرّه ذلك، فكانوا يفصّلون له ويأخذون ما بقى. وكان له فى ذلك أشياء كثيرة.

فلنرجع إلى أخبار منصور بن جمهور.

قال: وكان دخول منصور الكوفة لأيام خلت من شهر رجب سنة [١٢٦ هـ] ست وعشرين [ومائة «١» ] ، فأخذ بيوت الأموال، وأخرج العطاء والأرزاق، وأطلق من كان فى السجون من العمّال وأهل الخراج، وبايع ليزيد بالعراق، وأقام بقيّة رجب وشعبان ورمضان، وانصرف لأيّام بقين منه.

وامتنع نصر بن سيّار بخراسان من تسليم عمله لعامل منصور، فإنّ يزيد كان قد ضمّ خراسان لمنصور مع العراق.

[ذكر عزل منصور بن جمهور عن العراق وولاية عبد الله بن عمر بن عبد العزيز]

وفى هذه السنة عزل يزيد بن الوليد منصور بن جمهور عن العراق،