للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر مقتل مؤنس ويلبق وابنه على والنوبختى]

كان مقتل هؤلاء فى شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.

وسبب ذلك أن أصحاب مؤنس شغبوا وثاروا، وتبعهم سائر الجند، ونادوا بشعار مؤنس، وقالوا لا نرضى إلا بإطلاقه. وكان القاهر قد ظفر بعلىّ بن يلبق، وأفرد كلّ واحد منهم فى بيت، فلما/ شغب الجند دخل القاهر إلى على بن يلبق فأمر به فذيح وجعل رأسه فى طست. ومضى والطست بين يديه حتى دخل على يلبق، فلما رأى رأس ابنه بكى وقبّله، فأمر به القاهر فذبح وجعل رأسه فى طست. وحملا بين يديه، ومضى حتى دخل على مؤنس فوضعهما بين يديه.

فلما رآهما تشهّد واسترجع ولعن قاتلهما، فقال القاهر:

جرّوا برجل الكلب الملعون! فجرّوا برجله وذبحوه، وجعلوا رأسه فى طست. وطيف بالرؤوس فى جانبى بغداد وتودى عليها «هذا جزاء من يخون الإمام ويسعى فى فساد دولته» ثم أعيدت فنظّفت وجعلت فى خزانة الرؤوس على العادة «١» . ولما قتلهم القاهر بالله اشتد أمره، وقويت نفسه، وخافه من حوله ممّن وافقه وباطنه على قتلهم. وقتل أبا يعقوب النوبختى، ولقّب نفسه بعد ذلك «القاهر بالله المنتقم من أعداء الله لدين الله.» وضرب ذلك على الدنانير والدراهم.