وفى شهر رمضان سنة سبع وخمسين وخمسمائة ورد حسين بن نزار، بن المستنصر بالله ابن الظّاهر لإعزاز دين الله من بلاد المغرب، وقد جمع جمعا عظيما وتلقب بالمنتصر بالله؛ فخرج إليه الأمير عزّ الدين حسام بن فضّة ابن رزّيك على صورة الانضمام إليه واللّحاق به.
فلمّا صار عنده فى خيمته غدر به وقتله، وحمل رأسه إلى العاضد لدين الله.
وفيها بنى الأمير أبو الأشبال ضرغام البرج المعروف به بثغر الإسكندرية.
[ذكر انقراض دولة بنى رزيك]
قد ذكرنا أن الملك الصّالح بن رزّيك، والد العادل، لمّا حضرته الوفاة أوصى ابنه العادل بوصايا كثيرة منها أنّه لا يعزل شاور من عمله ولا يحرّكه؛ وحذّره من ذلك فلمّا كان فى سنة سبع وخمسين اجتمع أقارب العادل وحسّنوا له عزل شاور عن ولاية الصّعيد، فذكّرهم بوصيّة أبيه، فأصروا على عزله، وكان أشدّهم فى ذلك الأمير عزّ الدّين حسام ابن فضّة، فألزم العادل إلى أن كتب كتابا يستدعى فيه شاور ويأمره بالحضور إلى القاهرة فكتب إليه شاور يستعطفه ويظهر الطّاعة والإدلال لسابق الخدمة لأبيه، ومناصحته فى القيام بأمور الدّولة، ثمّ قال فيه إن كان القصد أن يلى الأعمال أحدكم فليرسل السّلطان من يتسلّمها غير عزّ الدين حسام؛ وإن كان غيركم من الأمراء فأنا أحق به من سواكم؛ وقد سمعتم وصيّة أبيكم الصّالح فى حقّى وما كرّره عليكم فى أمرى