للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر فتوح قرقيسيا «١»

وقرقيسيا هذه من أقدم المدن، وكانت تعرف بالزبّاء الملكة. وفيها يقول ابن دريد:

فاستنزل الزباء قسرا وهى فى ... عقاب لوح الجو أعلا منتما «٢»

وكان السلطان قد راسل أهلها، وسير إليها الأمير كمال الدين الطورى وملكها وأقام بها مدة، فقصدها التتار، فعاد كمال الدين إلى السلطان وتركها.

وفى شهر رمضان سنة ثلاث وستين وستمائة، أرسل مقدموها إلى عز الدين السكندرى النائب بالرحبة «٣» ، وسألوه عفو السلطان وسيروا رهائنهم. فتوجه إليها جماعة من الخيالة والأقحية، وساقوا من أول الليل إلى نصفه وباتوا على ماكسين «٤» ، فلما أصبح الصبح أحاط بها المسلمون والعسكر وقتلوا من كان بها من عسكر التتار والكرج، وأسروا من المرتدة نيفا وثمانين نفرا، وتسلموا الجسر ومراكبه والسلسلة، فى نصف الشهر.