فى هذه السنة خرج سليمان بن وهب من بغداد إلى سامرا، وشيّعة الموفّق والقواد، فلما صار إلى سامرّا غضب عليه المعتمد وحبسه وقيّده وانتهب داره، واستوزر الحسن بن مخلد فى ذى القعدة، فسار الموفق إلى سامرا ومعه عبد الله بن سليمان بن وهب، فلمّا قرب من سامرا تحوّل المعتمد إلى الجانب الغربى مغاضبا للموفّق، واختلفت الرسل بينهما فاتفقا، وخلع على الموفّق ومسرور وكيغلغ وأحمد بن موسى بن بغا وأطلق سليمان بن وهب، وعاد إلى الجوسق وهرب الحسن بن مخلد ومحمد بن صالح بن شيرزاد، فكتب فى قبض أموالهما، وهرب القوّاد الذين كانوا بسامرا مع المعتمد خوفا من الموفّق، ووصلوا إلى الموصل وجبوا الخراج.
وفيها مات أماجور وملك أحمد بن طولون الشام وطرسوس على ما نذكره إن شاء الله فى أخبار الدولة الطولونية وفيها ملك المسلمون مدينة سرقوسة، وهى من أعظم بلاد صقلية وذلك فى رابع عشر شهر رمضان.
وحجّ بالناس فى هذه السنة هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى الهاشمى «١»
[ودخلت سنة خمس وستين ومائتين]
فى هذه السنة استعمل الموفق مسرورا البلخى على أعمال الأهواز، وكانت له وقعة مع الزنج فهزمهم، وفيها كانت وفاة «٢» يعقوب بن الليث الصفّار بجند يسابور فى تاسع عشر شوال، وقام بالأمر بعده أخوه عمرو بن الليث. وفيها حبس الموفّق سليمان بن وهب وابنه عبد الله وعدة من