للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسلّمه إلى أبيه، وفرق في العلويين مالا عظما، وكان شافعى المذهب رحمه الله تعالى.

[ذكر ما اتفق بعد وفاة شهاب الدين]

قال: ولما قتل شهاب الدين اجتمع الأمراء عند وزيره مؤيد الملك ابن خواجا «١» ، فتحالفوا على حفظ الخزانة والملك، وجعلوا شهاب الدين في محفة، وساروا به، فرتّب الوزير الأمور، وسكّن الناس، وجعل الشمسيّة على المحفّة، وحفّها بالحشم، وكان شهاب الدين قد جمع أموالا عظيمة من بلاد الهند في سفرته، فكانت الخزانة التى معه ألفى حمل ومائتى حمل، وأعاد الوزير من كان معه من العسكر الهندى إلى خدمة قطب الدين، فإن شهاب الدين كان قد جمع العساكر لقصد الخطا، وفرق فيهم أموالا كثيرة، وسار الوزير ومعه العسكر الغزنوى، وكان الوزير والأتراك يميلون إلى غياث الدين محمود بن غياث الدين، والأمراء الغوريّة تميل إلى بهاء الدين سام صاحب باميان، فأرسلت كل طائفة إلى من تميل إليه يعرفونه قتل شهاب الدين، ثم سار الوزير والعسكر إلى أن وصلوا إلى كرمان المدينة التى بين لهاوور وغزنة، وكان بها تاج الدين الدز مملوك شهاب الدين، فلما عاين المحفّة ترجّل، وقبّل الأرض على عادته، وتقدّم وكشف عن شهاب الدين، فلما رآه قتيلا خرّق ثيابه، وصاح، وبكى، وأبكى الناس، وكان من أكبر المماليك الشهابية، فطمع في ملك غزنة، فسأل