ابن حيان الوارقى «١» ، فقتل فبايعوا محمد بن عبد الله بن يحيى الوارقى المعروف بالغلام، فقتل أيضا فبايعوا هارون بن عبد الله البجلى، وكان من أخباره ما نذكره. وفيها مات عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المعتمد على الله، صدمه خادم بالميدان فسقط فسال دماغه من منخريه وأذنيه فمات لوقته، واستوزر من الغد الحسن بن مخلد، وقدم موسى بن بغا فاختفى الحسن فاستورز سليمان بن وهب.
[ودخلت سنة أربع وستين ومائتين]
فى هذه السنة أسرت الروم عبد الله «٢» بن رشيد «٣» بن كاووس، وكان سبب ذلك أنه دخل بلد الروم فى أربعين ألف مقاتل من أهل الثغور الشامية فغنم وقتل فلما رحل عن البذندون خرج عليه بطريق سلوقية وبطريق قرة وكوكب «٤» وخرشنة وأحدقوا بالمسلمين، فنزل المسلمون وعرقبوا دوابّهم وقاتلوا، إلا خمسمائة منهم فإنهم حملوا حملة رجل واحد ونجوا على دوابهم، وقتل الروم من قتلوا وأسر عبد الله بن رشيد بعد ضربات أصابته وحمل إلى ملك الروم. وفيها دخلت الزنج إلى واسط.