يوم الأربعاء لليلة بقيت من شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة، ولبس أثواب الخلافة، وتعمّم بعمامة عليها الجوهر، وعمره إذ ذاك إحدى عشرة سنة وستة أشهر «١» . وتولّى كفالته برجوان «٢» الخادم، وقام بأمر الجيوش وتدبير الدّولة أبو محمد الحسن بن عمّار ابن أبى الحسين، وتلقب بأمين الدّولة، وهو أول من لقب فى دولتهم بمصر، وكان ذلك بوصية من العزيز.
قال: وكان الكتاميون قد أضعفهم الوزير ابن كلّس، فأظهرهم ابن عمّار وردّهم إلى ما كانوا عليه.
[ذكر القبض على الوزير عيسى بن نسطورس النصرانى وقتله]
كان القبض عليه فى تاسع شوال سنة ستّ وثمانين وثلاثمائة: وذلك أن ابن عمار اتّهمه بالإغراء عليه ومباطنة منجوتكين، فبسط عليه العذاب، واستخرج منه سبعمائة ألف دينار، ثم أخرجه لثلاث بقين من المحرم سنة سبع وثمانين على حمار، إلى المقس، وضرب عنقه هناك. رحم الله ابن عمار الآمر بقتله، فلقد حكى عنه من جوره على المسلمين واطّراحه لهم ما لا مزيد عليه.
حكى الأثير بن بيان المصرى أنّ بعض رؤساء المصريّين كتب ورقة يعاتب فيها عيسى على قبح فعله مع المسلمين وبالغ، فيها فأجابه عيسى عنها يقول: