المستعين- فأراد الهرب فلم يمكنه، واستجار بالمستعين فلم يجره، وأقاموا على ذلك يومين، ثم دخلوا الجوسق فأخذوه وقتلوه، وقتلوا كاتبه ابن القاسم، ونهبت دور أوتامش فأخذوا منها أموالا جمة ومتاعا وغير ذلك.
واستوزر المستعين بعده أبا صالح عبد الله بن محمد بن يزداد «١» ، وعزل الفضل بن مروان عن ديوان الخراج، وولّاه عيسى بن فرّخانشاه، وولى وصيفا الأهواز، وبغا الصغير فلسطين، ثم غضب بغا على أبى صالح فهرب إلى بغداد، واستوزر المستعين محمد بن الفضل الجرجرائى.
وحج بالناس فى هذه السنة عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام.
[ودخلت سنة خمسين ومائتين]
فى هذه السنة ظهر يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب بالكوفة، وفتح السجون وأخرج من فيها وكثر جمعه، وكان من أخباره وقتله ما نذكره فى أخبار آل أبى طالب. وفيها كان ابتداء الدولة العلوية بطبرستان، بظهور الحسن بن زيد العلوى على ما نذكره فى أخبارهم أيضا إن شاء الله تعالى.
وفيها وثب أهل حمص وقوم من كلب على عاملهم- الفضل بن قارن أخى مازيار بن قارن فقتلوه، فوجّه المستعين موسى بن بغا الكبير، فلقيه أهلها فيما بين حمص والرّستن وحاربوه، فهزمهم وافتتح حمص وقتل من أهلها مقتلة عظيمة، وأحرقها وأسر جماعة من أعيانها.