فى هذه السنة قبض المقتدر بالله على وزيره ابن الفرات، ووكل بداره، وهتك حرمه، وهب أمواله ودور أصحابه ومن يتعلّق به فافتتنت بغداد لقبضه، وكانت مدة وزارته- وهى الأولى- ثلاث سنين وثمانية أشهر/، وثلاثة عشر يوما. وقلد أبو على محمد بن يحيى بن عبيد الله بن خاقان الوزارة، فرتّب أصحاب الدواوين، وتولى مناظرة ابن الفرات «١» . ثم انجلت أمور الخاقانى لأنه كان ضجورا «٢» ضيّق الصدر، مهملا لقراءة كتب العمال، وجباية الأموال، وكان يتقرّب إلى الخاصة والعامة؛ فكان إذا رأى جماعة من الملاحين والعامة يصلون- جماعة- ينزل ويصلّى معهم، وإذا سأله أحد حاجة دقّ صدره وقال: نعم وكرامة! فسمّى «دقّ صدره» إلا أنه قصّر فى إطلاق الأموال للقوّاد والفرسان فنفروا عنه. وكان أولاده قد تحكّموا عليه وكلّ منهم يسعى لمن يرتشى منه؛ فكان يولّى فى الأيام القليلة عدّة من العمال حتى إنه ولّى ماه الكوفة «٣» فى مدة عشرة أيام «٤» سبعة من العمال،