فاجتمعوا فى الطريق فعرضوا توقيعاتهم، فسار الأخير وعاد الباقون يطلبون ما خدموا به أولاده، فقيل فى ذلك:
وزير قد تكامل فى الرقاعه ... يولّى ثم يعزل بعد ساعه «١»
إذا أهل الرّشا اجتمعوا لديه ... فخير القوم أوفرهم بضاعه «٢»
وليس يلام فى هذا بحال ... لأنّ الشيخ أفلت من مجاعه «٣»
قال «٤» : ثم زاد الأمر حتى تحكّم أصحابه، فكانوا يطلقون الأموال ويفسدون الأحوال؛ فانحلّت القواعد، وخبثت النيات/ واشتغل الخليفة بعزل وزرائه والقبض عليهم والرجوع إلى قول النساء والخدم والتصرف على مقتضى إرادتهم، فخرجت الممالك وطمع العمّال فى الأطراف، فصار مآل الأمر إلى ما نذكره إن شاء الله تعالى.
قال «٥» : ثم أحضر المقتدر الوزير ابن الفرات من محبسه، وجعله فى حجرة- من ضمن الحجر- مكرّما، فكان يعرض عليه مطالعات العمال وغير ذلك بارّا به بعد أن أخذ أمواله.
وفى هذه السنة غزا رستم أمير الثغور الصائفة من ناحية