للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبين غيرهم من أنواع الهند. وقد تنوزع فى البرهمن، فمنهم من زعم أنه آدم وأنه رسول من الله الى الهند، ومنهم من زعم أنه كان ملكا، على حسب ما قدّمناه وهو الأشهر.

ولمّا هلك البرهمن جزعت عليه الهند جزعا شديدا، وملّكت عليها ولده الأكبر.

ذكر تنصيب ابن البرهمن وهو الباهبود «١»

وكان ولىّ عهد أبيه من بعده. فسار فيهم سيرة أبيه وأحسن النظر إليهم، وزاد فى بناء الهياكل، وقدّم الحكماء ورفع من مقدارهم وزاد فى مراتبهم، وحثّهم على تعليم الناس الحكمة وبعثهم على طلبها. وكان ملكه الى أن هلك مائة سنة.

وفى أيامه عمل النّرد ولعب به، وجعل ذلك مثالا للمكاسب، وأنها لا تنال بالكيس ولا بالحيل فى هذه الدنيا، وأن الرزق لا يتأتّى فيها بالحذق. وذكر أن أردشير بن بابك أوّل من وضع النّرد ولعب بها، وأرى تقلّب الدنيا بأهلها واختلاف أمرها.

وجعل بيوتها أثنى عشر بعدد الشهور، وجعل مهاركها «٢» ثلاثين بعدد أيام الشهر، والفصوص أمثلة للقدر وتقلبه بأهل الدنيا وأن الانسان يلعب بها فيبلغ بإسعاد القدر له فى مراده بها ما يريد، وأن الحازم الفطن لا يتأتّى له ما يتأتّى لغيره اذا لم يسعده القدر، وأن الأرزاق لا تنال فى هذه الدنيا إلا بمقادير.

ثم ملك بعده رامان «٣» ، فكان ملكه نحوا من خمسين ومائة سنة. قال: وله سير وأخبار وحروب مع ملوك فارس وملوك الصين.

ثم ملك بعده فور، وهو الذى قتله الإسكندر بن فيلبس اليونانىّ مبارزة.

وكان ملكه الى أن قتل أربعين ومائة سنة.