وفى العشرين من جمادى الآخرة توجه السلطان إلى الشام فى جماعة من أمرائه وأراح بقية العسكر. ولما وصل إلى غزة وردت إليه رسل الفرنج «٢» بهدية وجماعة من أسرى المسلمين. وتوجه السلطان إلى صفد بقصد عمارتها فرتب أمورها.
وتوجه إلى دمشق مسرعا عند ما بلغه أن التتار عزموا على قصد الرحبة، فأقام بها خمسة أيام واهتم بأمر الرحية «٣» وعاد الى صفد فى رابع وعشرين شهر رجب، فقسم الخندق على الأمراء، وأخذ نصيبا وافرا لنفسه ومماليكه وحاشيته، وعمل السلطان بنفسه وبيده، فلم يتوفر أحد من العمل. ولما كملت عمارة قلعة صفد رسم السلطان أن يكتب على أسوارها:
«٥» أمر بتجديد هذه القلعة المحروسة وتحصينها وتكملة عمارتها وتحسينها، من خلصها من أيدى الفرنج الملاعين، وردها إلى أيدى المسلمين، ونقلها من مسكن إخوة الداوية إلى سكن إخوة المؤمنين، فأعادها للايمان كما بدأها أول مرة، وجعلها للكفار خسارة