للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأن تردّ أسواق قرطبة إلى طليطلة. ودام الحصار، فمات المنذر وهو يحاصره.

وكانت وفاته فى يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من صفر سنة خمس وسبعين ومائتين، وقيل فى نصف صفر. وعمره نحوا من ستّ وأربعين سنة وولايته سنة واحدة وأحد عشر شهرا، وأيام.

وكان أسمر طويلا، جعدا كثّ اللحية، بوجههه أثر جدرى، وخلف ستة أولاد ذكورا. وقيل لم يعقب فولى بعده أخوه! «١»

[ذكر امارة عبد الله بن محمد]

هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم ابن هشام بن عبد الرحمن الداخل، وأمه أمّ ولد اسمها عشار، وهو السابع من أمراء بنى أمية ببلاد الأندلس. بويع له بعد وفاة أخيه المنذر فى يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة خمس وسبعين ومائتين، وقيل فى منتصف صفر منها، وذلك فى خلافة المعتمد على الله العباسى.

ولما بويع له كان بالمعسكر على طليطلة فرحل نحو قرطبة، ودخل القصر بها لثلاث بقين من صفر المؤرّخ. قال إبراهيم بن الرقيق: ولما تولّى ألّب ابن حفصون عليه، وحشد كور الأندلس حتى لم ييق منها إلا قرطبة، وأقبل فيمن أطاعه من أهل الكور.