وكتب إلى الملك النّاصر بذلك؛ فتجهّز بنفسه؛ وقدّم من يعلم أهل الثّغر بوصوله، وكان أهل الثّغر قد أنكوا فى الفرنج، وقتلوا وجرحوا كثيرا منهم، وحرقوا الدّبابات.
ولمّا علم الفرنج بمقدم الملك النّاصر جنحوا إلى الهرب، وأخذتهم سيوف أهل الثّغر، وحرقوا بعض مراكبهم، ونهبوا خيامهم، وأخذوا سلاحهم؛ وكثر القتل فيهم، وهرب من بقى؛ واحتمى ثلاثمائة من الفرسان على تلّ، فقاتلهم المسلمون طوال الليل إلى ضحى الغد، فأخذوا بين أسير وقتيل.
[[١٢٠] ذكر مسيره إلى عسقلان وغيرها وانهزام عسكره وعوده]
وفى سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة خرج الملك النّاصر إلى غزّة وعسقلان.
وكان رحيله من القاهرة بعد صلاة الجمعة لثلاث ليال خلون من جمادى الأولى من السّنة، فوصل إلى عسقلان فى يوم الأربعاء لليلة بقيت من الشهر، فسبى وسلب، وضرب أعناق الأسرى؛ وتفرّق عسكره للإغارة على الأعمال.
ثمّ سار إلى الرّملة فى يوم الجمعة مستهلّ جمادى الآخرة، فاعترضه الفرنج وقد جمعوا جموعا كثيرة؛ فكان بينهما وقعة عظيمة استشهد فيها أحمد ولد الملك المظفّر تقى الدين [عمر] »
، وأسر ولده الثّانى شاهنشاه، وأقام فى الأسر سبع سنين حتى افتكّه السّلطان بمال كثير. وأسر الفقيه عيسى الهكّارى.