للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو نواس:

غنّنا بالطلول كيف بلينا ... واسقنا نعطك «١» الجزاء الثمينا

من سلاف كأنها كلّ شىء ... يتمنى مخيّر أن يكونا

أكل الدهر ما تجسّم منها ... وتبقّى لنا «٢» بها المكنونا

فإذا ما اجتليتها فهباء ... تمنع الكفّ ما تبيح العيونا

ثم شجّت فاستضحكت عن لآل ... لو تجمّعن في يد لاقتنينا

فى كؤس كأنهن نجوم ... جاريات، بروجها أيدينا

طالعات مع السقاة علينا ... فاذا ما غربن يغربن فينا

لو ترى الشّرب حولها من بعيد ... قلت قوم من قرّة يصطلونا

وقال ابن المعتزّ:

وخمّارة من بنات المجوس ... ترى الدّنّ في بيتها شائلا

وزنّا لها ذهبا جامدا ... فكالت لنا ذهبا سائلا

[وأما ما قيل في أفعالها،]

فمن ذلك قول أبى تمّام الطائىّ:

وكأس كمعسول الأمانى شربتها ... ولكنها أجلت وقد شربت عقلى

اذا عوتبت بالماء كان اعتذارها ... لهيبا كوقع النار في الحطب الجزل

اذا اليد نالتها بوتر توفّرت ... على ضغنها «٣» ثم استقادت من الرّجل