للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر وفاة الأمير عز الدين أيدمر الحلى [الصالحى نائب السلطنة «١» ]

لما خرج السلطان لسماع رسالة الملك أبغا خرج الأمير عز الدين المذكور فى خدمته، فلما استقر السلطان طلب دستورا وتوجه إلى دمشق لملاحظة أملاكه، فلما دخل السلطان إلى دمشق أطلق له شيئا كثيرا، وزار السلطان فقيرا بجبل الصالحية ومعه الأمير عز الدين، فقام عز الدين ليجدد الوضوء، فقال الشيخ للسلطان: «هذا يموت فى هذه الأيام ولا يخرج من دمشق» ، وكان إذ ذاك كالأسد قوة، فمرض فى اليوم الثانى، وتوفى فى أوائل شعبان سنة سبع وستين. وحضر ولده «٢» إلى الدهليز بخربة اللصوص فأحسن السلطان إليه وسيره إلى القاهرة. ولما وصل السلطان إلى القاهرة أمره بأربعين فارسا.

وفيها: توفى الأمير أسد الدين سليمان بن الأمير عماد الدين داود بن عز الدين موسك «٣» الدوادى الهذبانى، من بيت الإمرة وله اختصاص كبير بالملوك والتقدم عندهم. وحدّه الأمير عز الدين من أكابر الأمراء الصالحية، وترك أسد الدين هذه الخدم وتزهد ولازم مجالس العلماء، ولبس الخشن من الثياب، وكانت له نعمة عظيمة ورثها من أبيه فأذهبها، ولم بيق له سوى ربع أملاكه، فكانت تقوم بكفايته إلى أن توفى فى يوم الثلاثاء مستهل جمادى الأول بدمشق، ودفن بقاسيون، وله شعر حسن، رحمه الله تعالى.