للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمنازل حتى صارت الكعبة فى الوسط على ما هى عليه الآن، وحمل من مصر إلى المسجد الحرام أربعمائة وثمانين اسطوانة، وصيّر فيه أربعمائة طاق وثمانية وتسعين طاقا، وجعل له ثلاثة وعشرين بابا، وجعل سلاسل قناديله ذهبا، وجعل ذرعه مكسرا «١» مائة ألف وعشرين ألف ذراع، وقسم مالا عظيما كان معه من العراق، مبلغه ثلاثون ألف ألف درهم، ووصل إليه من مصر ثلاثمائة ألف دينار، ومن اليمن مائتا ألف درهم، ففرق ذلك كله وفرّق مائة ألف ثوب وخمسين ألف ثوب، ووسع مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وألبس خارج القبر المقدس الرخام، وأخذ خمسمائة من الأنصار يكونون حرسا له بالعراق، وأقطعهم بالعراق وأجرى عليهم الأرزاق. وحمل إليه محمد بن سليمان الثلج إلى مكة، وهو أول خليفة حمل إليه الثلج إلى مكة.

[ودخلت سنة إحدى وستين ومائة.]

فى هذه السنة: أمر المهدى ببناء القصور بطريق مكة، وأمر باتخاذ المصانع فى كل منهل، وبتجديد الأموال والبرك «٢» وحفر الركايا، وولّى ذلك يقطين بن موسى، وأمر بالزيادة فى مسجد البصرة، وأمر بتقصير المنابر فى البلاد، وجعلها بمقدار منبر النبى صلّى الله عليه وسلّم. وحج بالناس فى هذه السنة موسى الهادى ولى العهد.

[ودخلت سنة اثنتين وستين ومائة.]

[ذكر قتل عبد السلام الخارجى]

فى هذه السنة: قتل عبد السلام بن هاشم اليشكرى بقنسرين، وكان قد خرج بالجزيرة فاشتدت شوكته وكثر أتباعه، فلقيه عدة من قواد المهدى