للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن مسعود وابن عبّاس وغيرهما: هو الذى لا يأتى النساء ولا يقربهنّ، فعول بمعنى فاعل، يعنى أنه حصر نفسه عن الشهوات: وقال المبرّد: الحصور: الذى لا يدخل فى اللّعب ولا الباطل.

[ذكر صفة يحيى بن زكريا وحليته]

قال كعب الأحبار: كان يحيى بن زكريّا عليهما السلام حسن الوجه والصّورة، ليّن الجناح، قصير الأصابع، طويل الأنف، مقرون الحاجبين، رقيق الصوت، كثير العبادة، قويّا فى طاعة الله عزّ وجلّ وقد ساد الناس فى عبادته.

ذكر نبوّة يحيى عليه السلام وسيرته وزهده

قال الله تعالى: يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا «١»

. قيل: هو أن يحيى عليه السلام قال له أقرانه من الصبيان: يا يحيى اذهب بنا نلعب؛ فقال:

ألّلعب خلقت!. وقال الآخرون: هو أنه نبىّ وهو صغير، وكان يعظ الناس ويقف لهم فى أعيادهم وجمعهم يدعوهم الى الله تعالى، ثم ساح ودخل الشام يدعو الناس.

ولمّا بعثه الله عز وجل إلى بنى إسرائيل أمره أن يأمرهم بخمس خصال وضرب لكلّ خصلة منها مثلا:

أمرهم أن يعبدوا الله تعالى ولا يشركوا به شيئا وقال: مثل الشّرك مثل رجل اشترى عبيدا من خالص ماله ثم أسكنهم دارا له ودفع لهم مالا يتجرون فيه ويأكل كل واحد منهم ما يكفيه، ويؤدّون إليه فضل الرّبح، فعمد العبيد إلى فضل الربح فدفعوه إلى غير سيّدهم.