[ذكر ما جاء من مسئلة إبراهيم عليه السلام الأمن والرزق لأهل مكة والكتب التى وجد فيها تعظيم الحرم]
قال أبو الوليد الأزرقىّ، يرفعه إلى محمد بن كعب القرظى أنه قال: دعا إبراهيم عليه السلام للمؤمنين، وترك الكفّار لم يدع لهم بشىء، فقال الله تعالى:(وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) .
وقال عثمان بن ساج: وأخبرنى محمد بن السائب الكلبىّ قال: قال إبراهيم عليه السلام (رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)
. فاستجاب الله عز وجل له فجعله بلدا آمنا وآمن فيه الخائف ورزق أهله من الثمرات، تحمل إليهم من الآفاق.
وقال مجاهد: جعل الله هذا البلد آمنا، لا يخاف فيه من دخله.
وقال سعيد بن السائب بن يسار: لما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة أن يرزق أهلها من الثمرات، نقل الله أرض الطائف من الشام فوضعها هنالك: رزقا للحرم.
وروى عن محمد بن المنكدر، عن النبىّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: لما وضع الله الحرم نقل له الطائف من الشام.
وعن الزّهرىّ أنّ الله نقل قرية من قرى الشام فوضعها بالطائف، لدعوة إبراهيم خليل الله:(وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ) .
وعن ابن عباس رضى الله عنهما، قال: جاء إبراهيم يطالع إسماعيل عليهما السلام فوحده غائبا، ووجد امرأته الآخرة، وهى السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمى.
فوقف وسلم فردّت عليه السلام واستنزلته وعرضت عليه الطعام والشراب،