للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى إن كل رئيس من أهله بنى له كنيسة؛ وخاف أهل مصر منهم أن يغيّروا الملّة الإسلاميّة. وكثرت الشّكايات فيه. وكان أخوه المعروف بالباساك، وإليه تنسب المنية «١» التى بالقرب من إطفيح «٢» ، قد ولى الأعمال القوصيّة فجار فيها جورا عظيما واستباح الأموال، فعظم ذلك على النّاس.

ذكر خروج بهرام «٣» من الوزارة ووزارة رضوان ابن الولخشى

قال: ولما ثقلت وطأة بهرام على النّاس اجتمع الأمراء وكاتبوا رضوان بن الولخشى، وذلك فى صفر سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، وكان يومئذ متولى الغربيّة ولاه بهرام إيّاها إبعادا له، فلمّا أتته كتب الأمراء نهض فى طلب الوزارة، ورقى المنبر، وخطب خطبة بليغة حرّض النّاس فيها على الجهاد. فأجابوه. وحشد العربان وقدم إلى القاهرة. وكان الأمراء قد كاتبوه وقالوا: إذا وقع الوجه فى الوجه ارفع المصاحف على الرّماح فإنّا ننحاز إليك؛ ففعل ذلك. وخرج بهرام إليه لمّا قرب من القاهرة؛ فلمّا عاين الأمراء [٩٠] والجند المصاحف التحقوا جميعهم برضوان، وبقى بهرام فى الأرمن خاصّة. فراسل الحافظ وقال: أنا ألقاهم بمن معى. فخاف الحافظ عاقبة ذلك، فأمره أن يتوجّه إلى قوص ويقيم عند أخيه الباساك إلى حين يدبّر أمرا. فعاد بهرام إلى القاهرة،