للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخذ ما خفّ حمله، وخرج من باب البرقيّة فى حادى عشر جمادى الأولى؛ وتوجّه إلى الأعمال القوصيّة.

قال: ولما انفصل عن القاهرة أتت العوامّ منازل الأرمن، وكانوا قد نزلوا الحسينيّة «١» وعمروها دورا. ولمّا اتصل بأهل قوص انهزام بهرام ثاروا بأخيه الباساك وقتلوه ومثّلوا به، وربطوا فى رجله كلبا ميّتا، ورموه على مزبلة. فقدم بهرام بعد ذلك بيومين، ومعه طائفة من أقاربه، فرأى الباساك على هذه الحال، فقتل جماعة من أهل قوص بالسّيف ونهبها وسار إلى أسوان. ثمّ رجع ونزل بالدّيرة البيض «٢» ، وهى من أعمال أخميم بالجانب الغربى.

قال: ولمّا فارق بهرام القاهرة دخلها رضوان ووقف بين القصرين، واستأذن الحافظ فيما يفعله؛ فأمره بالنّزول بدار الوزارة، فنزلها، وخلع عليه خلع الوزارة، ونعته بالأفضل. وندب رضوان جماعة من العسكر مع أخيه ناصر الدّين، فتوجّهوا إلى بهرام، فاستقرّ الأمر بينهم أن يقيم بالدّيرة البيض؛ وعاد الجند الّذين مع بهرام إلى مصر.

ودبر رضوان الأمر أحسن تدبير، وصادر جماعة من أصحاب بهرام وشدّد عليهم الطّلب، وقتلهم بالسيف.

وفى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة أحضرت «٣» من تنّيس امرأة بغير يدين، وموضع يديها مثل الحلمتين، فجىء بها إلى مجلس الوزارة بين يدى رضوان، فعرّفته أنّها تعمل برجليها ما يعمله الناس باليدين من خطّ ورقم وغير ذلك. فأحضر لها دواة، فتناولت الأقلام