به، فقاتلوه، واستعينوا على حربه بما جعلت له، وعاد ملكشاه من بلاد ما وراء النهر، وقد تولّى تدبير دولته الوزير نظام الملك وزير أبيه، فعبر النهر في ثلاثة أيام، وزاد الأجناد سبعمائة ألف دينار، وعاد إلى خراسان، وقصد نيسابور، ومنها إلى الرى، وكتب إلى ملوك الأطراف بإقامة الخطبة له، فخطب له. والله أعلم.
[ذكر الحرب بين السلطان ملكشاه وبين عمه قاورد بك]
قال: ولما بلغ قاورد بك وفاة أخيه، وكان بكرمان قصد الرى ليستولى على المملكة، فسبقه إليها ملكشاه ونظام الملك، وسارا منها، فالتقوا بالقرب من همذان في رابع شعبان، واقتتلوا، فانهزم قاورد بك وعسكره، ثم أسر، وجيىء به إلى السلطان، فأمر بخنقه، وأقرّ كرمان بيد أولاده، وسيّر لهم الخلع، فملك سلطان شاه بن قاورد بك كرمان «١» ، وفوض السلطان جميع أمور دولته إلى نظام الملك الوزير، ولقبه ألقابا من جملتها: أتابك، ومعناه: الأمير الوالد، وأقطعه إقطاعا وافرا زيادة على ما كان له، من جملته طوس، وأحسن السيرة، وظهر من عدله ما لا مزيد عليه، وفي سنة ست وستين وأربعمائة.
فى ثالث صفر. ورد كوهراتين «٢» إلى بغداد من قبل السلطان ملكشاه، فجلس الخليفة القائم بأمر الله له مجلسا عاما، وسلم إليه عهد السلطان ملكشاه بالسلطنة واللواء، وعقده الخليفة بيده، وفيها