للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى تدمير وبها سليمان فحاربه، وخرّب أعمال تدمير، فهرب سليمان منها، فلجأ إلى البربر بناحية بلنسية، فاعتصم بتلك الناحية الوعرة/ المسلك. وعاد معاوية إلى قرطبة، ثم استقرّت الحال بين هشام وسليمان أن يأخذ سليمان أهله وأولاده وأمواله ويفارق الأندلس، وأعطاه هشام ستين ألف دينار مصالحة عن ميراث أبيه عبد الرحمن وسار إلى بلد البربر فأقام به.

[ذكر خروج جماعة أخر على الأمير هشام]

وفى سنة اثنتين وسبعين خرج عليه أيضا سعيد بن الحسين ابن يحيى الأنصارى بشاغنت- من أقاليم طرطوشة «١» فى شرق الأندلس- وكان قد التجأ إليها حين قتل أبوه، ودعا إلى اليمانية وتعصّب لهم، فاجتمع له خلق كثير، فملك مدينة طرطوشة فاخرج عاملها يوسف القيسىّ. فعارضه موسى بن فرتون وقام بدعوة هشام، ووافقته مضر، فاقتتلا فانهزم سعيد وقتل، وسار موسى إلى سرقسطة فملكها فخرج عليه مولى الحسين بن يحيى واسمه جحدر فى جمع كثير فقاتله فقتل موسى.

وخرج أيضا مطروح بن سليمان بن يقظان بمدينة برشلونة، وخرج معه جمع كثير، فملك مدينة سرقسطة ومدينة وشقة «٢» /وتغلب على تلك الناحية وقوى أمره، وكان هشام إذ ذاك فى حرب